دراسة مدرسة علم النفس الاسلامي بكونها مدرسة علمية نفسية و واقعية و ميزان منسّق

الدکتور السید ابوالقاسم الحسینی

لا ريب أنّ الانسان ما هو إلاّ منظومة نفسية فحسب, و تستطيع مدرسة واقعية و متكاملة أن تبيّن جميع الأبعاد الطبيعية و المرضية المتعلّقة بأفعال الانسان و انفعالاته النفسية. و قد بيّن النبي صلی الله عليه وآله تعريفاً للفكر الواقعي و العلمي بالنحو التالي: “أرنا الأشياء كما هي،” إنّ هذه الفكرة حقيقية تماماً, و بعبارة أخري أنّ علم النفس الاسلامي هو علم الانسان كما هو. و يؤكّد الاسلام عدم مادية النفس, و يعتبر البنية الشخصية مركبة من البنية العقلية والشهوة.

 

و يعرّف الامام علي عليه‌السلام البنية العقلية بأنّها مركّبة من العقل الفطري و العقل المكتسب, و يعدّ الامام الصادق عليه‌السلام الدماغ مركزاً للعقل المكتسب. و يري النبي صلی الله عليه وآله أنّ بين العقل و الشهوة صراع دائم, و يسعى كلّ منهما في كلّ لحظة إلى بسط هيمنته على الشخصية. و عرّف الامام الخميني (قده) و العلاّمة الطباطبائي (قده) جميع التعليمات الالهية الاسلامية بأنّها معدّات لتفتّق الفطرة و ضبط الشهوة. و تستطيع هذه المدرسة بكونها ميزاناً أن تدرس و تبحث جميع مدارس علم النفس المعاصرة و المدارس التي وجدت منذ بدأ تاريخ العلم و المعرفة.

 

پیمایش به بالا