الدکتور السید ابوالقاسم الحسینی
ترجمة: ناصر النجفي
رغم أنّ الفطرة تتمتّع بقدرة التمييز بين ما ينفع و يضرّ، و أنّها ذات طاقة و نزوع متزايد نحو الكمال، إلاّ أنّه يلحظ أنّالانسان يسير صوب الانحطاط و عكس مصالحه!
و تصف التعليمات الاسلامية الانسان بأنّ له عدوّاً لدوداً، فيجب البحث عن سبب تضعيف فطرته وانحرافه، فأدّى بالتالي الى انحطاطه إثر المكائد التي يدبّرها هذا العامل. و قد قدّمت وجهات نظر اسلاميّة بشكل واسع في مضمارعداوة هوى النفس للفطرة و العقل الفطري، واسترعت تحذيرات في آيات عديدة من القرآن الانتباه حول موضوععداوة الشيطان بكونه وفق التعليمات الاسلامية عاملاً خارجياً ذاحقيقة قاطعة، و نكتفى بتحذير واحد، و هو قولهتعالى: “إنّ الشيطان لكم عدوّ فاتّخذوه عدوّاً”(فاطر:6).
إنّ الممهّدات و الآليات التي تستخدم من قبل العامل المتقدّم، و تضعّف بالتالي الفطرة و العقل الفطري، تبرز عند هيمنة الشهوة (هوى النفس) على الفطرة (العقل الفطري) فقط، و لا تبرز عندما يكون الانسان منضوياً تحت حكمالعقل الفطري، رغم احتمال بروز وساوسها و لا تلحظ أبداً عند فئة لا تهيمن الشهوة على الفطرة فيها (و همالمعصومون) بأيّ وجه من الوجوه. و عليه فانّ سبيل الوقاية و الضبط لهؤلاء هو السعي الحثيث الى سيادة العقلللشهوة و استمرار هذه السيادة. و على هذا الاساس فقد اكتشفت (72) آلية لتضعيف الفطرة بدراسة آيات القرآنالكريم و سائر النصوص الاسلامية، و لعلّه يمكن إضافة آليات أخرى إليها خلال دراسةأعمق و أشمل.